لماذا سميت مصر بأم الدنيا ؟


أم الدنيا :

 غالباً نسمع لقب أُم الدُنيا متبوعاً باسم جمهورية جمهورية مصر العربية، ونرى ذلك واضحاً في الكثير من البرامج التي تُعرض على التلفزيون دون معرفتنا لسبب تسميتها بذلك الاسم، أو لاعتقادنا بأنّ الداعِي يرجع لأهميتها التاريخية، والثقافات المُتعددة التي عاشت في مِصر على مدار التاريخ. يَعتقد القلة أنّ داع تسمية جمهورية مصر
 العربية بأُم الدنيا هو ذكرها باسمها في القُرآن الكريم، أو بِداع وجود الأزهر الشريف فيها، أو لأنها أضخم جمهورية عربية شهدها العصر الإسلامي من حيث المنطقة وعدد السلاطين الذين حكموها، وغيرها الكثير من العوامل، ولكن توضيح ابن عديد وضّح لنا بأن داع التسمية يرجع لسبب ديني وليس لغير هذا.

 سبب تسمية جمهورية مصر العربية بأُم الدنيا :

جمهورية مصر العربية هي أرض الكنانة ومهد حضارات متتالية؛ بل تكاد تكون من أول الحضارات في تاريخ البشرية، علاوةً على هذا فقد أوضحت جمهورية مصر العربية باسمها الصريح في القرآن خمس مرات،
وأيضا كانت من القدم موطناً لحماية الإسلام ورايته ومصنعاً للأبطال على مر الزمان الماضي، ولكن تسميتها بـ (أم الدنيا) هي حقيقة دينية حسبما أوضح في توضيح ابن عديد، فلقب (أم الدنيا) ينسب لمصر نتيجة لـ السيدة هاجر،
 زوجة النبي إبراهيم عليه السلام بمثابة أنّ السيدة هاجر هي أم للأنبياء وأم سيدنا إسماعيل الذي هو أبو العرب، وعرب الحجاز من نسله.
 السيّدة هاجر القبطية من جمهورية مصر العربية، في حين سيدنا إبراهيم عليهم السلام ولد في دولة العراق، إلا أنّه انتقل إلى جمهورية مصر العربية وعاش فيها وفي بلاد الشام،
وبعدها إلى الجزيرة العربية، ولذلك فتسمية جمهورية مصر العربية بـ (أم الدنيا) هو أمر ديني وتاريخي قديم وتوارثته الأجيال، وليس مؤخراً كما يظنّ القلة، وليس من خطابات حُسن عبد الناصر ايضاًً.
 ذُكِر في كتب دينية دعاء نوح عليه السلام لابنه بيصر بن حام أبو جمهورية مصر العربية فقال: (اللهم إنّه قد أجاب دعوتي فبارك فيه وفي ذريته وأسكنه الأرض الطيبة المبروكة التي هي أم البلاد وغوث العباد). ومن المهم ذكره أنّ اسم جمهورية مصر العربية ينسب إلى
 اسم مصرائيم ابن حام ابن نوح عليه السلام، وروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم عصري صحيح؛ حيث صرح: (ستفتح عليكم بعدي جمهورية مصر العربية فاستوصوا بقبطها خيرًا فإن لهم ذمة ورحماً)،
 والمقصود بالرحِم أنهم أخوال إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام.
 ولعل من الملائم هنا أوضح الحملات المغولية التتارية، التي امتدت بكل وحشية من في شرق آسيا إلى كل العالم، ولما بلغت لمصر تصدى
 لها المماليك يقاد من قبل القائد قطز والظاهر بيبرس وقضوا عليهم، ولمصر وأهلها بطولات تاريخيّة كثيرة وفضل عظيم على مر الزمان الماضي لمن شاء أن يتوسع فيها.

تعليقات